ممكن تضربني علي قفايا بسرعة ..!!
يحكن أن أحد الزعماء العرب أراد أن تزداد شعبيته المنهارة بين الشعب
فأستدعي رئيس الوزراء بسرعة وطلب منه أن يقوم بزيادة الأسعار وعندما يتذمر
الشعب ويتضايق ويتظاهر .. يتدخل هو شخصياً ويقوم بإعادة الأسعار لما كانت
عليه .. فيحبه الشعب وبالتالي تزداد شعبيته ..
لم يكذب رئيس الوزراء الخبر وقام بإشعال الأسعار ناراً ...إنتظر الزعيم
العربي ورئيس وزراءه رد فعل الشعب ... لم يحدث أي شيء ومر الأمر بسلام
...!!
تعجب الزعيم العربي من عدم وجود رد فعل قوي لما حدث فإستدعي رئيس الوزراء
مرة أخري وطلب منه فرض ضرائب جديدة ورفع الرسوم علي جميع الخدمات الحكومية
.. إنتظر الزعيم مرة أخري أي تحرك أو
رد فعل الشعب بشغف ... ولكن للأسف .. الشعب لم يفعل شيء كالمرة الأولي وقال غالبية الناس الحياة أصبحت صعبة ....
غضب الزعيم العربي أشد الغضب وقال لرئيس الوزراء لقد تعبت ... تصرف أنت
وقوم بإصدار أي قرار حتي ولوأحمق أو مجنون ..المهم الشعب يلجأ لي وأتدخل
لإنصافه ...
إجتمع رئيس الوزراء مع وزرائه وخرج بقرار جديد وهو أن يقوم أي مواطن بدفع
ما يعادل 5 دولار عند الصعود علي أي كوبري داخل البلد ...تم تنفيذ القرار
فوراً ...
تضايق الشعب وضرب كف بكف وقالوا لبعضهم لا أحد يأكلها بالساهل ... !
ومر الأمر بسلام ... إنفعل رئيس الوزراء بشدة خوفاً من غضب الزعيم لفشله
في المهمة التي طلبها منه فقرر أن يقوم المواطن بدفع 5 دولارات أخري عند
وصوله لنهاية أي كوبري بحيث يكون الدفع صعوداً وهبوطاً...!!
تناجي الناس فيما بينهم وقالوا .. أمرنا لله ... ومر الأمر بسلام ..
كبر الأمر في دماغ الرئيس وأعطي مهلة لرئيس الوزراء أسبوع للقيام بهذه
المهمة وإلا سيقوم بإقالته فوراً من منصبه ... وقرر الرئيس التنكر ومتابعة
الموضوع شخصياً ...
عندها أصدر رئيس الوزراء بآخر الأفكار التي لديه وقرر بأن يتم ضرب أي
مواطن بعد أن يقوم بدفع 10 دولارات صعوداً وهبوطاً.. علي قفاه حتي يسمح له
بمغادرة الكوبري ..
في اليوم الأول لتطبيق هذا القرار تابع الرئيس الأمر علي أحد الكباري
الكبيرة في العاصمة .. وعند الذروة وجد هتافات وتجمهر حاشد وكبير من
المواطنين وصراخ ... تهلل وجه الزعيم العربي وطار قلب رئيس الوزراء من
الفرح ..وإتجها ناحية المظاهرة ... ووقف الزعيم العربي يراقب الموقف من
بعيد وأمر رئيس الوزراء بمعرفة طلبات المتظاهرين حتي يصدر قرار تاريخياً
يعيد له شعبيته ... المذهل في الأمر أن طلبات المتظاهرين كانت طلب واحد هو
زيادة عدد من يقومون بضربهم علي قفاهم عند نهاية الكوبري وذلك لأن هناك
تكدس كبيرجعل الكثير منهم ينتظر دوره بالساعات ..!!
إنتهت هذه القصة الساخرة المؤلمة والتي تعبر عن مدي السلبية الرهيبة التي
يعيشها المواطن العربي … فلقد أصبحت حالته مرضية مزمنة … فلا يستطيع
التفاعل مع ما يحدث في وطنه بل وصل الأمر أنه لا يستطيع حتي أن يحلم بغد
أفضل له ولأولاده فيسعي لتحقيق هذا الحلم أو حتي للترويج له … ترك قيادة
وطنه وبلده لمن يعتقد يقيناً أنه فاسد وغير مؤهل لذلك وأقنع نفسه أنه لا
فائدة وأن هذه البلد ليس بلده وكأنما هو إرث لهذا الحاكم.. المدهش في
الأمر أن هناك من المغفلين في أوطاننا من يقوم بالبكاء علي موت الديكتاتور
الذي يحكمهم من عشرات السنين وسرق ونهب خيرات بلادهم وأرجعها عشرات
السنيين للخلف ويقولون .. الذي نعرفه أحسن من الذي لا نعرفه …و( العشرة لا
تهون إلا علي ولاد الحرام ) وكأن إختيار ووصول إنسان شريف ومخلص ومتميز من
بين أفراد الشعب العاديين لسدة الحكم من المستحيلات في بلادنا العربية أو
قد يقنعون أنفسهم بذلك لإراحة ضمائرهم من عدم محاولة تغير الواقع وإصلاحه
… يا سادة من يستمريء القهر والذل والفقر والفاسد لن يزيده الله إلا مثله
… ومن يحاول ويجاهد ويصلح ويتفاعل ويضحي يستحق حياة أفضل .. فسلبيتنا
الفاجرة تغري وتطمع هؤلاء بمزيد من تكريس الفساد والظلم والإستبداد لهم
ولأبنائهم ونسقط نحن بسلبيتنا من حساباتهم مطلقاً …
فلو تحرك شعب تلك البلاد عند أول إنتهاك لكرامتهم و حياتهم ..لما وصل
الأمرإلى أن يستحثوا الزعيم علي أن يكون الضرب علي القفا بسرعة وبالدور
…!!!