علمتني الحياة كثيرا ... وعلمتني مصاعبها قرارت صعبة ... وعلمني الحب التضحية .. وعلمتني الصداقة الإخلاص .. وعلمتني الرياضة الإرداة ... ولكن لا أتخيل في يوم من الايام أمشي في طريق لا اعلم نهايته .. مشيت وانا اعمي التفكير و ضال الطريق و سيرت كما تطرحني مطباته الي اي اتجاه ..... سيرت سكران الحياة و مريض الوحدة و مقتول الفوز .... سيرت كما اي حد يسير .. أنام لكي اصبح ليوم مثله .. انام ولا اعلم ما فائدة غدا ... أنام ويراودني حلم كل ليلة الذي لا انتهي منه ابدا .... انام و انا خائف ان يقتلني الحلم ذات ليلة ... انام اعرف انه مجرد حلم ... يقتحمني حين تغفل عيني ..و يتركني وحيدا حين أفتح عيني .. واري نفسي اني في عالم الواقع المرير .. الذي تعودت عليه حياتنا .. لا جديد لا هدف لا حب لا كفاح لا عرق ..... ساير بلا عنوان .. تركتني الحياة لأفهم واقعها المزيف .. تركتني لأستعب ظلمها.. تركتني وانا اعلم انا ما في الواقع اصعب ما في الخيال .. وليتني أستعب ما يحدث في دنيانا .. ليتني أستيقظ من عالمي الخاص الذي انا فيه دفين .... ليتني أكون فيه واقعيا لكني فانا مجرد انسان لا اصد كل هذا الزحام و كل هذه الضوضاء .... لا اصدق انها مدينتي ... لا اصدق انها البنت التي احببت فيها صغرها و احترمت فيها وقارها و اتربيت فيها علي تراثها و انشدت أليها أناشيد الجمال .. وسهرت علي لياليها أغني لها مواويل ... بنت عطرها يثيرني و يحرك فؤادي اليها .. بنت أذلتني جمالها و أعطيتني نظراتها ... بنت اميرة الرومانسية و ملكة الكلاسيكية .... بنت سرحت في هدؤها و غفوت عيني علي ألحانها ... بنت علمتني الغزل علي ايدها .. وعلمتني الشجن علي قلبها ... لا اعرف سوها ولا املك تقدير الا سوها ..... .
بنت في الشتاء عذراء وفي الصيف عجوز مغتصبة كنزها و سرقوا ما في هدوئها ...مدينتي خدعوها و نركوها بعد ما استمتعوا بمياهها و انزفوا خدماتها و حرقوا جمالها ......في الصيف لا اعرفها فتغيرت ملامحها ..لا اتذكر عطرها فقتلوا أنوثتها و هربوا لعالم من الزحام .....
مدينتي لا أعلم الي اي مدي تحبين عشاقك فانا لكي ولهان مجنون سهران علي كورنيشك .. مدينتي لا اعرف عنك سوي الجدعنة فعلمتي اهلك بالشهامة الجدعنة .... .
مدينتي واقفوان امامك ونعلم ان الصيف علي الابواب فكيف نحن فاعلون .. لا تتركينا و تذهبين الي جحيم من الغرباء.
منقول