:: آمال محطمة على صفحة الواقع ::

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في موضوعي هذا أدخل عليكم مرتجلاً بقلمي لا أعلم من أين أبدأ بطرح الموضوع

ولعل التلقائية في الطرح لا تفقد الموضوع شرح لُبه والوصول بنا إلى نقطة إنطلاقٍ

نبحث من خلالها عن الأسباب والمسببات لما سأتحدث عنه وقبل الد________________________________________________________ في حديثي

أحمد الله أن جعل لنا متنفساً لأقلامنا ننتزع من على ناصيته أقنعةً ثم نلجُ وننثر من

خلاله إما فرحا يعبق فيشذي كل من دار حوله ، أو زفرات تتبعها قطرات تصطدم

بأرض الواقع فتحدث ضجيجاً له صدى يعم أرجاء المكان ( ولا يسمعه إلا من عاش الحدث ) .

هنا سأسطر بعض الأحلام والأمنيات التي إرتطمت بأرض الواقع المرير فأحدثت نزيفاً

بالجسد تسيل منه الدماء من كل جانب فلم يعد يُلئمها شيء سوى بصيص من الأمل

بات ذاهباً هناك .. إلى المكان البعيد وسط فلاة توشحت بالظلام الحالك ولم تعد

أساريري قادرة معها على الحركة .. أو إصدار صوت استغاثة كي يعود معها ذاك

البصيص من الأمل .. وحين أعود بشريط الذكريات إلى الوراء ليس بعيداً .. فأتذكر

حينما كنت أتابع الصحف لمعرفة نتيجة إمتحان الثانوية العامة وثقتي بنفسي لم

تتزعزع من نيل النجاح وبتفوق وأنا أستعرض بين قائمة الأسماء التي ترمز إلى أول

حرف من إسمي حتى إستقرت سبابتي عليه .. حينها أدركت أنني بت على عتبة

نقلة من حياتي .. سألامس بها بداية الطريق لما رسمت لأحلامي التي نمقتها بالحروف

..وكللتها بالورود .. وجعلت منها عروسة تختال على قمة المسرح .. وأنشودةَ أتغنى بها على مدار اليوم ..

بنيت الصروح .. وامتطيت الخيال .. حتى جاوزت حدود الحلم .. طبطب والدي الذي غمرته الفرحة على رأسي

وأثنى على ما فعلت .. دعا لي .. وحفزني بمكافأة .. وقال لي أتمنى أن أراك يشار إليك بالبنان ..

علمك .. أملك في الحياة .. وعملك المتقن .. سبيلك للنجاح .. وصبرك .. مطيتك إلى الفلاح .. ثم انصرف

.. وانصرفت أنا .. نمت ذلك اليوم قرير العين .. وصحوت على الواقع المؤلم .. ذلك الواقع الذي لم يكن

مدرج في جدولي أو في حسبان مستقبلي .. ذاك هو الواقع الذي لامناص لي ولكم عنه .. إنه واقع أمر من العلقم

وأشد ألماً من حرق النار .. وأنكي من وخز الإبر .. هو واقع النهاية .. نهاية الأحلام .. نهاية الآمال .. نهاية كل شيء

وبداية السير على طريق الألم .. كيف لا .. وقد أمسيت وأنا بحضرة من يشد أزري ويسندني .. ثم أصبحت وحيداً

بلا سند .. أو عصاً أتوكأ عليها .. حين لا أستطيع السير لوحدي.. أدركت أنني قادم على طريق طويلة ..
مليئة بالأشواك محفوفة بالعقبات .. بلا معين .. سوى رب العالمين .. لكن الأمل مازال يخالجني .. ويتحرك بين ثنايا أضلعي

شددت الهمة .. وشحنت الطاقة نحو القمة .. وتوكلت على الله .. أحسنت من هندامي .. وتأبطت أوراقي

وأدرت مقود مركبتي .. وسلكت الطرق .. أتلمس طلب الرزق الذي يعينني على مواصلة ما بدأت .. وينهي ما أردت

من آمال .. وأحلام .. وطموح .. وصلت إلى أول نقطة .. فتحت درجت سيارتي .. ونثرت ذراتٌ من طيبٍ

وارتجلت ماشياً .. أنشد مكتب ذاك المدير .. طرقت الباب .. استوقفني ذاك السكرتير .. ماذا تريد ؟

أبحث عن عمل .. فهل لي من لقاء مع مدير كم ؟ أجابني آسف .. هو في إجتماع .. بإمكانك ترك أوراقك

وسنتصل بك في أقرب فرصة .. فعلت .. ثم انصرفت .. وقصدت جهةٍ أخرى .. ثم أخرى .. وكانت التالية

كالسابقة .. حتى أدركني اليأس .. واحتواني الإحباط .. وضاقت بي الأرض .. وغلقت عليّ الأبواب ( إلا باب الله )

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها .. ضاقت ( كمان ) .. مضى دهرٌ من العمر .. وبدأت زهور الأمل تذبل ..

وقطرات ندى الأحلام تتبخر .. والأمنيات تندثر .. والعواصف تنثر حفنات ترابها من كل حدبٍ وصوب ..

وعودي رطبٌ .. سهل الكسر .. بت أنتظر معه متى ينكسر .. مع كل عصفةُ ريحٍ.. حين أشد من أزر نفسي فتقيني

عصف المهلكات .. لكنني أشك أنني سأصمد في زمن بات فيه كل شيء ( ماذا سأجني منك )

هذه المقولة القاسمة التي أضحت لغة الجميع .. وباتت حُكماً قبل المحاكمة .. ولغةٌ قبل الكلام .. وضوءٌ قبل

اللقاء .. أنشوطةً تشنق الأحلام .. وتعدم بلا موت.. وتحييك بلا زاد ولا ماء.. تسلح بها أرباب العمل

لقتل الشباب .. وصدرت عتبات العمل بمخطوطاتهم الشهيرة ( لايوجد وظائف شاغرة ) .

أعلم أني أطلت الكلام لكن بالنفس الكثير والكثير .. والمعضلة باتت تنطلي بحبالها على كل الشباب

الذي غلفوا مؤهلاتهم الجامعية ببراويز من ذهب .. ووشحت أركانها بلاصق أسود .. ينسدلُ من زاوية البرواز

لتخنق زهور أحلامهم .. فتؤدها بالمهد .. وتحطم أمانيهم عند أول عتبة حلبة الحياة .. ولعلي خاطبت

منكم كل الفئات القارئة .. الغني منها والفقير .. الموظف ورب العمل .. القارئ النهم والقارئ العابر

العامل والعاطل .. ومن بيده حل ومن لا حل بيده ..

واقع يحتاج منا لوقفة صادقة ،،

أخيراً وليس آخراً .. كل المنى لي وللجميع بالتوفيق ،،