الساحة الحمراء أو الميدان الأحمر (بالروسيّة :Красная площадь كراسنيا بلوشتشاد) هي الساحة الأكثر شهرة في موسكو و هي على شكل مربّع يفصل الكرملين، القلعة الملكيّة السّابقة و السّكن الرّسميّ لرئيس روسيا حاليًّا ، من ربع تجاري تاريخيّ معروف بكيتاي-جورود . بينما تشعّ شوارع موسكو الرّئيسيّة من هنا في جميع الاتّجاهات و إلى الطّرق السّريعة الرّئيسيّة خارج المدينة، الميدان الأحمر يُعْتَبَر في كثير من الأحيان الميدان المركزيّ لموسكو و كلّ روسيا.
البدايات
التّاريخ الغنيّ للميدان الأحمر يتجلى في صور كثيرة، متضمّنًا صور من قبل فاسيلي سريكوف و قنسطنطين يوون و آخرين . الأرض الّتي عليها حُدِّدَ الميدان الأحمر غُطِّيَتْ أصلاً بالمباني الخشبيّة لكنّ أزيلت من قبل إيفان الثالث لدى مرسوم في 1493،إذ كانت تلك المباني عرضةً بخطورة للحرائق. المنطقة المفتتحة حديثًا ( مكان ً معروف بـكبوزهار، أو بالي ) تدريجيًّا جاءت للخدمة كسوق موسكو الرّئيسيّ . فيما بعد، كان تستخدم للمراسم و الإعلانات العامّة المختلفة أيضًا، و أحيانًا كموقع حفل التّتويج لقياصرة روسيا.
أصل التسمية
اسم الميدان الأحمر لم يشتقّ لا من لون الطّوب حوله ولا من الرّابطة بين الأحمر و الشّيوعيّة . إلى حدّ ما، الاسم حدث لأنّ الكلمة الرّوسيّة كراسنيا يمكن أن يعني إمّا أحمر أو جميل ( المعنى الثّاني قديم ) . كانت الكلمة تطبيقيّةً أصلاً ( بـمعنى "جميل" ) إلى كاتدرائيّة باسل القدّيس و نُقِلَ لاحقًا إلى الميدان المجاور . يُعْتَقَد أن المربّع حصل على اسمه الحاليّ في القرن السّابع عشر . عدّة بلدات روسيّة قديمة، مثل سزدال و يليتس و بيريسلافل-زاليسكاي، لديها ميدان رّئيسيّة تسمّى كراسنيا بلوشتشاد في حين سمي الميدان الأحمر لموسكو .
التّاريخ الحديث
عرض النصر العسكري في الميدان الأحمر في موسكو يوم 24 يونيو/حزيران 1945
أثناء العهد السّوفييتيّ، حافظ الميدان الأحمر على مغزاه، و أصبح الميدان الرّئيسيّ في حياة الدّولة الجديدة . بالإضافة إلى كونه المقر الرّسميّ للحكومة السّوفييتيّة كان مشهورًا كـمكان للعروض العسكريّة . كاتدرائيّة كازان و الكنيسة الصّغيرة لإيفيرسكيا ببوّابات القيام دُمِّرَتَا لإتاحة المكان للمركبات العسكريّة الثّقيلة لتقاد على الميدان ( كلتاهما أُعِيدَ بناؤها فيما بعد بعد سقوط الاتّحاد السّوفيتيّ ) . يعتقد أنّ لازار كاجانوفيتش، مساعد ستالين و مدير خطّة إعادة بناء موسكو ، أعدّ نموذجًا خاصًّا للميدان الأحمر، الّذي فيه يمكن أن تزَال الكاتدرائيّة، و أحضره لستالين للإظهار كيف كانت الكاتدرائيّة عقبةً للمواكب و المرور ، لكنّ ستالين اعترض على المشروع.
كانت اثنان من أكبر العروض العسكريّة على الميدان الأحمر الّلذان في عام 1941، عندما حُوصِرَتْ المدينة من قبل الألمان و القوّات الروسية كانت تترك الميدان الأحمر متجهة إلى الجبهات، و موكب النّصر في عام 1945، عندما أُلْقِيَتْ رايات الجيوش النّازيّة المهزومة على قدم ضريح لنين . في 28 مايو، 1987، قام الطيار الألمانيّ ماثياس راست بانزال طائرة صغيرة قرب كاتدرائية ست باسل بجوار الميدان الأحمر . في عام 1990، الكرملين و الميدان الأحمر كانا بين المواقع الأولى في الإتحاد السوفياتي المدرجة ضمن قائمة التراث العالميّة لليونسكو. في السّنوات الأخيرة، الميدان الأحمر قد خدم كمكان لتنظيم الحفلات الموسيقيّة البارزة . شكيرا و بول مكارتني وبينك فلويد و ديانا لاريونوف و مشاهير آخرون كثيرون عملوا هناك . احتفالا بالعام الجديد 2006 و 2007،أُنْشِئَ مكان تزحلق على الميدان الأحمر . أداء بول مكارتني هناك كان لحظة تاريخيّة للكثير، فقد حُظِرَ فريق البيتليز في الاتّحاد السّوفيتيّ، و منعت أيّ عروض حيّة هناك لأيّ من البيتليز، الاتّحاد السّوفيتيّ أيضًا حظر مبيعات سجلّات البيتليز، و هذه كانت أوّل مرّة ينظم فيها أحد أعضاء الفرقة عرضا في روسيا.
في يناير 2008، روسيا أعلنت أنها ستستأنف استعراض المركبات العسكريّة على الميدان الأحمر، بالرّغم من أنّ العودة الأخيرة لبوّابة إيفيرسكي عقّدت هذا، بإغلاق أحد اتّحاد العمّال العرب الممرّات الحاليّة بطول المتحف التّاريخيّ للمركبات الثّقيلة . في مايو 2008، روسيا أجرت عرض يوم النّصر السّنويّ الخاصّ بها، الذي يوافق الذّكرى السّنويّة لهزيمة ألمانيا النّازيّة ال63 في الحرب العالميّة الثّانية .و للمرّة الأولى منذ انهيار الإتحاد السوفياتي في عام 1991استعرضت المركبات العسكريّة الرّوسيّة خلال الميدان .
المناظر
كلّ مبنى في الميدان الأحمر أسطورة في حد ذاتها . إحداها ضريح لنين، حيث تُعْرَض الجثّة المحنّطة لفلاديمير إيليتش لنين، مؤسّس الاتّحاد السّوفيتيّ، . بالجوار كاتدرائيّة باسل القدّيس ذات القبّة التساعية المعقّدة و أيضًا قصور و كاتدرائيّات الكرملين. على الجانب الشّرقيّ للميدان المركز التّجاريّ ، و بجواره كاتدرائيّة كازان المنتعشة . الجانب الشّماليّ يحْتَلّه متحف الدّولة التّاريخيّ الّذي تردّد خلاصته تلك لأبراج الكرملين . البوّابة و الكنيسة الصّغيرة الأسبانيّتان قد أُعِيدَت بناؤهما إلى شمال الغرب . الأثر المجسّم الوحيد على الميدان تمثال برونزيّ لكزما مينين و دميتري بوزهارسكاي الّذي ساعد في تطهير موسكو من الغزاة البولنديّين في 1612. بالجوار ما يسمّى بلوبنوي ميستو، منصّة دائريّة حيث اعتادت المراسم العامّة الحدوث. الميدان نفسه حوالي 330 مترًا ( 1100 قدمًا ) للطول و 70مترًا ( 230 قدمًا ) للعرض.