محمد صبحي : اعلانات الزيت والسمن أفسدت الدراما العربية!

أكد الفنان محمد صبحي انه لن يتعامل مع التليفزيون المصري مرة أخرى، إلى أن يعي القائمون عليه قيمة العمل الفني ولا يحولوه إلى سلعة يتاجرون بها، مؤكدا أن إعلانات الزيت والسمن أفسدت الدراما العربية ..

وقال إنه سيتفرغ للمسرح لمدة ثلاثة سنوات، بداية من موسم الشتاء المقبل، لتقديم ثلاث عروض مسرحية جديدة، يبدأها بعرض "خيبتنا" الذي سيخرجه بنفسه ويقوم ببطولته طفل لا يزيد عمره عن خمس سنوات.

قلت له: أعمالك التليفزيونية دائما يتم معاملتها بحساسية شديدة أثناء العرض .. إيه الحكاية ؟

يقول: المفترض أن من يجيب علي هذا السؤال هم القائمون علي عرض هذه الأعمال .. وكل ما يمكن أن أقوله لك أن أي شيء يمس إسرائيل و"ماما" أمريكا يتم معاملته بحساسية .. فهل تصدق انه في مصر يتم السماح بمهاجمة الحكومة المصرية وانتقادها ويرفضون المساس بإسرائيل ؟ هذا يشعرني بالمهانة ويشعر أي مصري بالمهانة أيضا !! وهذا الموقف لن يجعلني أتخلى عن مهاجمتي وانتقاد إسرائيل وأمريكا طالما كان في العمر بقية.

اعمالك الدرامية دائما تحمل طابع سياسي .. لماذا؟

لا توجد حياة بدون سياسة ولا نستطيع مناقشة أي قضية اجتماعية أو اقتصادية دون أن يكون هناك سياسة .. وأنا لا أقدم عملا سياسيا ولكن السياسة هي جزء وعامل أساسي في حياتنا اليومية .. فعندما أقدم عملا يخاطب عقلك لابد أن يكون به سياسة ؛ ولكن عندما أقدم لك عملا خارج نطاق عقلك فانا ابتز عقلك ..

لماذا أوقفت تعاونك مع مدينة الإنتاج الإعلامي وصوت القاهرة ؟

أنا جربت التعاون مع مدينة الإنتاج الإعلامي ولا أحب التعاون معها مرة ثانية ؛ لأنني اكتشفت خلال تجربتي معهم أنهم أناس لا ينظرون للعمل الفني كقيمة فنية ولكن يهمهم في المقام الأول المكسب فقط .. وأنا قلت لهم اشتغلوا في تجارة المخدرات لان مكسبها اكبر وأسرع .

وما حكاية اعتزالك التعاون مع التليفزيون المصري ؟

بالفعل اعتزلت التعاون مع التليفزيون المصري إلي أن يعي القائمون عليه وأتأكد إنهم يحترمون العمل الفني ولا يتعاملون معه علي انه سلعة يتاجرون بها من خلال الإعلانات .. أنا كفنان لن اقبل أن يتم تسويق السمن والمعلبات من خلال فني

ولكن أعمالك تعرض في الفضائيات العربية وتعرض خلالها الإعلانات ؟
أنا لا امتلك تنفيذ هذا القرار في الفضائيات .. ثم إنني أقدم فني لبلدي وليس للفضائيات وكان شرطي الوحيد مع أي شركة أتعامل معها أن يتم عرض العمل علي تليفزيون بلدي لان الفضائيات " بتبهدل " الأعمال الدرامية ويحذفون منها ما لا يتناسب مع سياستهم.

ابتعادك عن خشبة المسرح طال ؟
بالفعل أنا منذ ست سنوات لا اعمل في المسرح وذلك بسبب انشغالي بالعمل التليفزيوني، حيث لا استطيع الجمع بين العمل في المسرح وبين التليفزيون وعندما أعود للمسرح في الشتاء القادم سوف أتفرغ له لمدة ثلاث سنوات.

ومتى نري " خيبتنا " ؟
أجاب ضاحكا: 'خيبتنا هو اسم عرضي القادم.. تصور أن يقول مشاهد لصديقه تعال نشوف خيبتنا!! وسوف يتم عرضها من خلال مهرجان المسرح للجميع وفيه أقدم ثلاث مسرحيات وهي "خيبتنا ؛ وملك سيام" ؛ ونص ثالث لن أعلن عنه في الوقت الحالي ..

وأنا متمسك بهذا الاسم للمسرحية التي أكتبها منذ عامين ويفترض أن تكون جاهزة مع بداية شهور الشتاء القادم وهي إنتاج كبير يضم 120 ممثلا وممثلة..

وسيكون عملا موسيقيا كاملا ليس مجرد رقص واستعراضات وبدون مبالغة هي رواية مفاجأة.. ولن تبتعد عن همومنا وتتوقع ما سيحدث في عام 2010 وهذا ليس له علاقة بتنظيم كأس العالم في نفس السنة!! فسوف نعرض وجهة نظر فيما سيكون عليه العالم خلال السنوات قادمة.. وهو مشابه لما فعلناه في ماما أمريكا..

فمسرحية 'خيبتنا' ستكون تركيبة جديدة وسوف تغير وجهة نظر المشاهد تماما.. ورغم تحفظي علي الكشف عن تفاصيل العرض إلا أنني أقول لك أن بطل مسرحيتي الجديدة سيكون طفلا عمره خمس سنوات !! سيكون هو أساس المسرحية لأنه سوف يقوم بكتابة مذكراته عن الأحداث التي سوف تقع في المستقبل مستندا علي معطيات من الحاضر..وسيكتشف الجمهور أن هذا الطفل يعرف أكثر من الكبار.. وأنا لا أريد أن احرق تفاصيل العمل كما يصعب حكي أحداثه.. فهو عمل يمس كل المعطيات التي حدثت لنا ما بعد ماما أمريكا.

هل يعني هذا أن "خيبتنا" ستكون الجزء الثاني من "ماما أمريكا"؟

إطلاقا فهي مختلفة تماما وأنا لا أناقش أي شيء بخصوص أمريكا أو سياستها الحالية وهذه ليست قضيتي في العرض الجديد وقضيتي التي تشغلني هي 'نحن' فقد اعتمدنا علي دراسات منشورة عن أحوالها وسوف نعرض وجهة نظر أخري علي أكثر الناس تفاؤلا ليحكم بنفسه هل كلامنا منطقي أم لا .

هذا العمل من تأليفك وإخراجك وتمثيلك؟

ليس هذا توفيرا كما يتصور البعض ولا طمعا في أجر المؤلف والمخرج.. وكل ما في الأمر أن المسرح هو مجال عملي درسته وعملت به طوال 35 عاما.. واعتقد لو إنني قضيت هذه المدة في أي مهنة أخري مهما كانت متواضعة لأتقنتها ؛ وما يحدث أنني أحاول نقل أفكاري في عمل فني إما أن استعين بمن يشاركني في كتابتها أو أجد في بعض الأحيان إنني غير محتاج لذلك.

وأحيانا اشعر ان هناك نوعا من الحقد والحسد لأنني امثل وأقوم كذلك بالتأليف والإخراج وأتذكر دائما المثل الشعبي 'عدوك ابن كارك'!أما بالنسبة للإخراج فأنا ألجأ إليه لأنني اصنع تيارا مسرحيا وليس مجرد عرض مسرحي..

وعندما تتأمل قائمة عروضي ستجد هناك ترتيبا معينا ومقصودا.. وهناك حكمة من كل عرض يأتي بعد سابقه والذي يتابع عروضي بدقة يشعر أن هناك تيارا واضحا وليس مجرد عمل عشوائي أو متخبط فالمخرج هنا هو مدرس لفن التمثيل والتجريب لذلك تمسكت بأن أقوم بالإخراج لأنه من غير المعقول أن يجرب لي شخص آخر أفكاري.